“من أجل عينيك “رواية جديدة ل عمرو عادل

خمسة عشر عامًا أم هو يتوهم أنها كذلك، أين الحقيقة من الوهم فيما هو فيه الآن، إنَّ الماضي كاملًا يمكث أمامه، يلمسه بأنامله، يشم شذى عطره، يُمنيه ويُحرضه، ينظر إليه نظرة ما زال يتذكرها جيدًا ويعلم معناها وما سببها وما تدعوه إليه.
نظرة تحوي كل معاني الشغف, العشق, الهيام, الدلال, الشبق والرغبة، من مثل تلك النظرة أُخرج آدم من الجنة، وعصى فغوى، من مثلها قَتل قابيل هابيل، من مثلها اختطف باريس الطروادي هيلين ودارت حرب العشر سنوات، من مثلها انتحر مارك أنطونيو وقُتل من قبله يوليوس قيصر، من مثلها ذهب عقل قيس ابن الملوح حتى سمي بمجنون ليلى، من مثلها هُزم نابليون قبل أن يهزم بوترلو، من مثلها قُتل الفايد وديانا.
مَن هو حتى يحتمل ما لم يحتمله كل هؤلاء، مَن هو حتى يقارن نفسه بهؤلاء، إنه إنسان بسيط، هو ملح الأرض وسوادها، هو لا يتميز إلَّا بالضعف والخذلان، والتردد والإحجام، والرغبة والعصيان, إنه إنسان.
مجتزء من رواية: من أجل عينيك للروائي السويسي
عمرو عادل
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × أربعة =