“عبد المنعم عمار ” فنان بالفطرة لكنه غير محظوظ. بقلم الكاتب محمد حمدان. التنوير_ eltanwer

عمار ياسويس
=========
أصحاب الموهبة الفطرية في السويس زمان كانوا كثر نتذكر اليوم واحد منهم لعل الذكرى تنفع وتجعلنا نتذكر رموزنا المتميزين الاخرين .
صاحب الموهبة اليوم الفتان المطرب الشعبي التلقائي الغير محظوظ / عبد المنعم عمار صاحب أشهر أغنيات السويسة الخالدة التي لازالت تتردد حتي اليوم في كافة مناسباتنا وهي اغنيه ( إحنا السوايسه الصيادين .. والبحر الأحمر بحرنا .. بنسعي فيه شمال ويمين وتصيد سمك مين زيينا )
ولد الفنان عبد المنعم عمار محمد عمار منتصر بحي الأربعين عام 1940 وسط عائله صغيره مكونه من أب يعمل في ( ورشة وأبور النور ) القديمه بحي الأربعين وأم ربة منزل وسبعه أشقاء كان هو أكبرهم تابع الفتي ( عبد المنعم ) تعليمه من كتاب الحي الذي يعيش فيه حتي تحصل علي قدر من القراءة وقليل من الكتابة حيث لم يستطع إكمال تعليمة نظرا للأوضاع الاقتصادية التي كانت البلاد تعيشها تحت حكم الاستعمار في تلك الفترة .
نزل الفتي الصغير إلي سوق العمل وهو مازال في الخامسة عشر من عمرة وذلك بعد وفاة والدة العائل الوحيد للأسرة حيث اشتغل في احد محلات الاقمشه الشهيرة ( المانيفاتورة ) في حي الأربعين ولأنة فنان صاحب موهبة استطاع ان يحدث انقلابا في عالم الاغنيه الشعبية سواء كانت وطنيه أو عاطفية لم يكن صوته العذب وحنجرته الذهبية التي حباه الله إياها كل ما ميزة بل كان ايضا نجما متلالآ في سماء فن الغناء بالسويس اواخر الخمسينات حيث تميز بين اقرانة بالذكاء الشديد وتقديم كل ما هو جديد ولم يقف عند ترديد الموروث بل كان يذهب إلى أبعد من ذلك حيث يعيد ترديد الأغنية التي سبق وحققت نجاحا بصوت مطرب آخر .
كانت موهبته في الغناء ونظم الشعر قد ظهرت مع بداية ثورة يوليو ١٩٥٢ فكان أول من قام بتاسيس فرقة موسيقية أسعدت جماهير السويس التي كانت تتردد علي موالد أولياء الله الصالحين في الاربعين والغريب وفي المناسبات الوطنية خاصة أعياد الثورة
وللتاريخ فقد ضمت الفرقه وقت تاسسها عدد من امهرقناني وعازفي السمسميه في تلك الفترة أمثال الفنان إبراهيم البلطي احد أعضاء فرقه ولآد الأرض والفنان خليل النقاش والفنان سيد كابوريا رئيس جمعيه محبي السمسميه والفنان محمود شخرم صاحب احد المحلات بحي الأربعين والفنان علي ذكي صاحب محل إصلاح كاوتش سيارات والفنان محمد روما صاحب محل حلاقه والفنان محمد السيد عرفه الملقب بـــ ( الحبليزى )
عاش الفنان ( عبد المنعم ) عصاميا فقير ورغم ذلك كما يقول معارفه أنة لم يقف يوما امام باب مسئول رغم ما قدم من كلمات والحان راقية علي أنغام السمسميه .
من أشهر الاغنيات التي تميز بها ( إحنا السوايسه الصيادين .. والبحر الأحمر بحرنا .. بنسعي فيه شمال ويمين مين زيينا ونصيد سمك مين زينا ) ومن بين اغنياتة الاخرى التي تعتبر تراثا يجب الحفاظ علية أغنيدته ( عشنا وشوقنا اشتراكيه ) و ( علي شط البحر الأحمر واقف مارد جبار ) وأغنيه ( أقيموا الزينات يا رجال ) وغيرها من الأغاني الخالدة التي لازال الفنان سيد كابوريا اطال الله عمرة يحفظها عن ظهر قلب الي ألان .
ظل الفنان عبد المنعم يجاهد في محراب الفن الشعبي التلقائي حتي صنع لنفسه مكانه طيبه استطاع من خلالها نشر تراث أهل السويس القدامى حتي استدعته القوات المسلحة المصرية يوما للمشاركة في حرب اليمن الشقيق وظل هناك ثلاث سنوات متواصلة عاد بعدها الي السويس حيث اعاد لم شمل فرقته مع افتتاح قصر ثقافة السويس القديم
وفي احد أيام شهر يونيو من عام 1967 وإثناء احد الغارات الإسرائيلية علي ميدان الأربعين سقط رحمه الله عليه شهيدا نتيجه إصابته بشظايا احد الصواريخ التي كانت تلقي علي المدنيين من الطائرات فتحيه للفنان الشهيد عبد المنعم عمار الذي أضاء حياتنا بأغانيه المعبرة الجميلة والتي لا زلنا نرددها إلي ألان في أعيادنا
والي شخصية سويسية اخرى غدا انشاء الله ان كان في العمر بقيه
.

شاهد أيضاً

ديوان “مجاز الماء “قفزة شعرية في مسيرة سامح محجوب

صدرت مؤخرا الطبعة الثانية من ديوان ” مجاز الماء “عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة + ثلاثة =