ماذا تعرف عن قصر محمدعلى باشا بالسويس

قصر محمد على باشا بالسويس :-

هو معلم تاريخى هام من معالم مدينة السويس ويعتبر الاهم على الاطلاق ،يقع  على ساحل ميناء الخور القديم والذى يعود تاريخ بنائه لعام 1811م .

على الشاطىء المقابل لهذا القصر وقف محمد على باشا بنفسه لمتابعة انشاء اول سفن الاسطول المصرى .

داخل القاعة التى تقبع اسفل قبة هذا القصر اجتمع محمد على و ابنائه طوسون وابراهيم لادارة الحرب على الوهابية ببلاد الحجاز حتى عام 1818م .

من شرفات هذا القصر وقف محمد على لمتابعة ذهاب واياب سفن الاسطول المصرى الوليد لبلاد الحجاز .

 

( تولى محمد على باشا الحكم عام 1805م بعد تفويضه من قبل الشعب ممثلا فى زعامته الشعبية من كبار مشايخ الازهر وكبار الاعيان ، فى وقت كانت البلاد تشهد صراع غير عادى على السلطة بعد رحيل الحملة الفرنسية وفساد خانق من قبل امراء المماليك ، الا انه وبعد توليه حكم مصر وجد مجموعة من العقبات تقف امام احلامه التوسعية وحلمه فى صنع مصر الحديثة وكانت تلك العقبات تتمثل فى :-

(تحكمات الزعامات الشعبية فى قراراته بقيادة السيد / عمر مكرم – نفوذ امراء المماليك – تهديد الانجليز لمصر – الخوف من غدر الباب العالى به )

الا انه استطاع التغلب فى بداية توليه الحكم القضاء على نفوذ الزعامات الشعبية ، كما انتصر على حملة فريزر الانجليزية عام 1807م ، وفى تلك الاثناء كانت توجد حركة دينية تسمى بالوهابية ببلاد الحجاز استطاعت التغلب على قوات السلطان العثمانى وفرض سيطرتها على بلاد الحرمين فندب الباب العالي لقتالهم سليمان باشا والي بغداد، فعبد لله باشا والي دمشق، فيوسف باشا الصدر الأعظم المهزوم في واقعة عين شمس، ولكن الوهابيين قهروهم جميعًا، وأرجعوهم على أعقابهم خاسرين.

فطلب السلطان حينئذ من محمد علي باشا السير إلى قتال أولئك العصاة المنشقين.

فرأى محمد علي في إجابة الطلب ثلاث فوائد كبرى لنفسه:

الأولى: إمكان إبعاد جيشه الألباني غير المنظم والكثير التمرد

الثانية: إمكان تحصيل ما يرغب من أموال، والاستيلاء على أكثر ما يمكن من الأملاك بحجة لزوم النقود للإنفاق على الحرب المقدسة، وفي سبيل استرداد الحرمين الشريفين

. الثالثة والأهم: جمع عواطف مسلمي الأرض قاطبة على حبه وولائه، بصفته منقذ الحرمين، ومعيد مناسك الحج.

فأقدم على تجهيز مهمات حملة هائلة، منذ أواخر سنة ١٨٠٩ ، و صمم على نقل جيوشه إلى ميدان القتال عن طريق البحر.

ولكنه لم يكن لديه مركب واحدة في موانئ البحر الأحمر كلها، فعزم على إنشاءِ عمارة بحرية في السويس، تنفعه لتلك الحملة وللمستقبل .

وبالرغم من أن كل الأدوات اللازمة كانت تعوزه، وأنه كان مضطرٍّا إلى إحضارها من الخارج، فإن عزمه لم يخر، وإرادته لم تضعف، بل أرسل واشترى من موانئ تركيا كل ما كان في احتياج إليه ، وكان يتم استلامها فى الاسكندرية ، وأنشأ في بولاق ترسانة جمع فيها كل من تسنى له جمعهم من الصناع ذوي الخبرة بعمل المراكب، وأقبل ينفذ تصميمه.

فصاروا كلما عُملت قطعة يضعون عليها رقمًا خاصٍّا بها ، ويرسلونها إلى السويس على ظهور الجمال، حتى بلغ عدد ما استعمل من هذه الحيوانات أكثر من ثمانية عشر ألفًا، وكلف عشرة آلاف بدوي بحملها إلى السويس ، حيث رَكَّبَ ثماني عشرة سفينة في مدى شهرين فقط يتراوح محمول وحداتها بين مائة طن و ٢٥٠ طنٍّا، وكان العمال بالسويس أكثر من ألف عامل من إفرنج وأروام، وجعل مخازن المؤن بالقصير ومخازن المهمات الأخرى بالسويس .

غير أن المماليك ما لبثوا أن رأوا محمد علي منهمكًا كل الانهماك في إعداد مهمات حملته، برٍّا وبحرًا، لقتال الوهابيين، ورأوه ينفر منه الاهالى من الضرائب والمغارم التي ألزمته شئون تلك الحملة بفرضها عليهم، إلا وأخذ البعيدون منهم عن العاصمة يقتربون إليها، والموجودون فيها يدبرون لاغتياله ، وكان محمد علي يومًا في السويس، يلاحظ بنفسه سير الأعمال هناك، فورد إليه نبأ يفيده بأن وراء الأكمة مؤامرة غرضها مهاجمته حين عودته إلى مصر، والاستيلاء على شخصه في الطريق، فقام من ساعته، وركب هجينًا من أسرع الهجن، وقطع المسافة ما بين السويس ومصر في ثماني عشرة ساعة، بحيث لم يستطع أحد من رجال حرسه مواصلة السير معه، إلا سائس تعلق بلجام هجينه، وما فتئَ يجري حتى دخل القاهرة، ووقع ميتًا عند باب سراي مولاه.

فألقى ذلك الرجوع السريع الرعب في قلوب المتآمرين وثبط عزائمهم، على أن محمد علي لم يبد إشارة تدل على أنه مطلع على سر ما دبر له، وبقي وجهه باشٍّا، وتصادف يومًا أن عيارًا ناريًا وجه إليه وهو يجتاز أحد شوارع المدينة، فمرت الرصاصة بملابسه،وقتلت ضابطًا بجانبه، فأوصى من معه بالسكوت وعدم إفشاء الحادثة، ولكنه أقبل يتخذ تدبيراته سرٍّا، ويحشد جندًا عظيما حول شبرا. وفى النهاية دبر لهم مذبحة القلعة الشهيرة عام 1811م وقام بالتخلص منهم ، واستمرت الحروب الوهابية حتى عام 1818م وكانت تدار من داخل هذا القصر بمعرفته هو وابنائه ابراهيم وطوسون حتى استطاع الانتصار فيها فى النهاية .

يقول د / على السويس ( استغل جزء من المبنى فى عام 1868م لادراة ثانى اقدم محكمة شرعية فى مصر ،ثم تحول إلي ديوان عام للمحافظة حتى قيام ثورة 1952 م ، وعندما صدر قرار جمهوري بتحويل ممتلكات العائلة المالكة إلى الدولة، أصبح رسمياً مقراً لديوان عام محافظة السويس عام 1958م، وتم تقسيم القصر إلى ثلاثة أقسام، الدور الأرضي لإدارة المرور، وقسم السويس، والمحكمة الشرعية، أما الدور العلوي، فتم تخصيصه لقسم السويس والمباحث الجنائية في عام 1962 م ) .

ويؤكد خالد فهيم، مسئول سابق بمديرية الآثار بالسويس، أنه تم نقل مقر المحافظة وكذلك إدارة المرور والمحكمة الشرعية من القصر، بعد إنشاء مبنى خاص بها، عام 1982، وتم إنشاء مجمع كبير للمحاكم، وتم نقل القسم ، وتحول بعدها إلى قصر مهجور محطم النوافذ والأبواب، يسكنه الخفافيش والغربان، وأطفال الشوارع واللصوص

مشاركة الموضوع :

شاهد أيضاً

6 خطوات تساعدك علي تعديل سلوك الطفل العنيد

يواجه غالبية الآباء مشكلة مع عناد الأطفال، لذلك نقدم لك مجموعة من الخظوات التي تتبع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *