بجوار الرصيف

بفلم…ياسر محمود 

كانت كعادتها تبسط كامل جسمها الواهن بجوار الرصيف ،جسد مسجي ، لا حول له ولا قوة ، انهكه واذله الروماتيزم اللعين.

وقفت انظر لها وهي تتلقي العملات قليلة القيمة والسيارات تمر علي بعد سنتيمترات قليلة منها.

ثم نزلت من الرصيف وعبرت الشارع نحو مبتغاي وكان الوقت صحوا ..والساعة تدق الحادية عشرة والمارة هنا وهناك يتدافعون..

بينما شهدت عن بعد.. ذلك الصبي الصغير. وهو يأتي اليها. بكوب الشاي الأسود الكامل السواد ويداه بجانبها علي الارض ثم يبتعد مسرعا ،  ولم ارها وهي تعتدل نصف اعتدالة لتحضنه بيدها وتصب في جوفها.. 

هي هكذا دائما ممدة بجانب الرصيف كأنما فارقت الحياة 

ثم شاهدت تلك الغادة الحسناء تعبر الشارع بخصرها النحيل وشعرها الاصفر يتطاير حولها وعشرات التعليقات تغمرها. 

والسيارات الفارهة تتهادي حولها ثم تتوقف لتعبر الغادة الحسناء وهي تبتسم ابتسامة واسعة تخلب القلوب. 

ادري رأسي نحو مبتغاي 

وابتعد قدماي بسرعة

وأنا أتخيل في داخلي 

هذه الفتاة المترفة.. المنعمة 

وهي ترقد هناك .

بجوار الرصيف!  

مشاركة الموضوع :

شاهد أيضاً

الكابتن

بقلم الأديب مجدي متولي كان جالسا في صومعته الصغيرة لا يزيد حجمها عن 3×3 متراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *